لماذا الآن؟

Thursday, April 6, 2017



"توقف الآن .. قبل أن يضيع العمر"
عبارة اصبحت أحدث بها نفسي هذه الأيام وأحاول مشاركتها مع من حولي،
الاشياء التي نعيشها اليوم والآن ، الأشياء التي تستهلك ساعات يومنا الثمينه ،
هل تجعلني أفضل؟ أسعد؟ او حتى على الاقل في المستوى اللائق من الراحة؟
الفكره راودتني بعد أن شد انتباهي عدد الاشخاص من كبار السن الذين يرددون
بعض العبارات مثل" ندمت اني فعل كذا" "لو عاد بي الزمن ..."
تأنيب الضمير المتأخر هذا يبدو لي مزعجا ومرهقا ،
خاصة أنك حين تسألهم عن الاسباب الاجابات غالبا مبهمه
لا أحد يعطيك اسباب واضحه تردد خوف ، اسباب لاتبدو مقنعة في الحقيقة
الشباب ايضا الكثير يشتكي من امور يواجهها بشكل دائم لكن لا احد منهم يتخذ موقفا واضحا!


ماذا لو توقفنا لبرهة في زحمة انشغالاتنا اليوميه وفكرنا فيما يشغل حيز أوقاتنا فعلا!
وظيفة مملة ، بيئة عمل سيئة ، شريك حياة محبط ، دراسة بلا شغف ، أصدقاء سلبيين ...
مالذي يستدعي تحمل شي من ذلك؟ مالذي يمنع التغيير؟
عندما تتعامل مع مجريات حياتك بوعي اكثر حول ما تفعل وما لاتفعل ،
حول الأمور الاكثر أهمية في جعل حياتك فعلا حياة ،
بالتالي الندم وان كان امراً وارداً الا انه بالتأكيد سيكون أقل.
الفكره  تتحدى مخاوفك في ترك بعض الاشياء
التي تظن انك لا تستطيع التحرر منها ،
لكنها حتما ستفتح ابواباً جديده اكثر تناسبا مع من أنت في الحقيقة.
ربما لو تبدأ بالتخلص من هذا الصوت الذي تسمعه في رأسك الان !
ذلك الذي يرهبك حتى من تأمل هذه الفكره بل وربما قد بدأ بخلق الاسباب ليناقضها!

حين تعتنق هذا الفكر في أمور حياتك ، حين تقدم ماتريد وما يسعدك قبل أي شي اخر ،
حين تنشغل بما تحب ومن تحب ، عندها ستكون ذلك السبعيني المبتسم الذي
يحكي عن مغامراته الجريئة وتجاربه المتعددة بدل ان تكون احاديث عابره عن ماذا لو و عن حياة رتيبه قادها الحذر والقلق من أشياء لا وجود لها الا في خيالك.

عودة الى العنوان لماذا الآن؟
ارتباطا بما ذكرت اعلاه ، أبدأ بنفسي أولا فكانت هذه المدونة.