ليطمئن قلبك

Sunday, February 18, 2018


التحقت ُمنذ أشهر ب أحد نوادي الكتب التي تُعنى بالأمومة "أمومة واعية" ، كانت ولازالت إضافة رائعة لي كأم تحاول دائماً تطوير ذاتها من أجل نفسها أولاً ثم وبالتأكيد من أجل اطفالها.
النادي كفكرة يناقش عدة كتب مختصة بتربية الأطفال ، يتم إختيارها سنوياً من قبل أعضاء النادي ومناقشتها بشكل شهري بعد الانتهاء من قراءة الكتاب.
أكثر ما أحببته حقيقةً في النادي لم يكن قراءة الكُتب بحد ذاتها ، لكن إجتماعنا كأمهات ونقاشنا حول تجاربنا وهمومنا وافكارنا في ما يخص أمومتنا.
النادي يسمح لكِ بالتعرف على أنماط مختلفة من الأمهات، أساليب حياة مختلفة وقناعات تربوية متعددة لكن يجتمعن تحت ظل الإجتهاد في سبيل تربية اطفالهن بأفضل الطرق، صحيح أننا نقرأ أهم الكتب المختصة في هذا المجال لكن تظل تجارب الأمهات هي المعين الأكبر بالنسبة لي في هذا النادي، كما أنها تجدد فيّ الحماسة لبذل الأفضل.
في إجتماعنا الاخير كنا نناقش  أحد كتب الخبير التربوي د.عبدالله عبدالمعطي، حيث ذكر في كتابه قصة لأب انشغل  بتوفير كل مايحتاجه ابنه من تعليم و رعاية في صغره لكنه تجاهل  تعويده على البر والاهتمام بوالديه، بعد عشرين سنه يحكي الأب قصته نادماً  حيث عاش الإبن حياته ناجحاً و لنفسه لكن بعيداً عن والديه.
احتد النقاش حول هذه القصه وتفرعت الأفكار حولها ، حيث ذكر البعض طرق لمساعدة الوالدين على تنشأة طفل يشعر بوالديه كما أن البعض الآخر تحدث عن موضوع الخوف من الندم وكيف يمكن أن نقلل من حضوره مستقبلاً في تربيتنا لأطفالنا، أيضاً حضر موضوع تأنيب الضمير الذي يجتاح بعض الأمهات تجاه اطفالهن، وكان لي رأي طرحته في هذا الموضوع استخلصته حقيقةً بعد أن مررت بأفكار مشابهة فالسابق، كانت هذة القناعة كافية ليسكن بها قلبي ولعلها تجد سبيلاً لقلوبكم أيضاً.
نبي الله نوح علية السلام لم يذخر جهداً لمحاولة انقاذ ابنه من الضلال لكن إرادة الله كانت أمضى، ايضاً القاعدة الربانية في قوله تعالى ((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ )) تخبرنا باختصار أن أمرك كله بيد الله وحده.
بالطبع كلامي هنا لا يعني التواكل وترك الاسباب بل بالعكس "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"  والطفل غالباً سيثمر ما زرعته أمه حتى ولو بعدحين وأنا موقنة بأن أثر الأم هو أساس لبناء الطفل ولعلاقته معها ومع من حوله، ولكن تخفيفاً لذلك القلق الذي قد يراود الأمهات المجتهدات في تربية ابنائهن كانت هذة القناعة و التي أرجو أن تضفي على قلبك شيئاً من السكينة .
ان تربيتك لاطفالك يجب أن تكون "ابتغاءاً للأجر من الله فقط" لا لأي شيئ آخر، وأن تلك الأروح الصغيرة ليست ملكاً لكِ ولا نُسخاً منكِ، وأنكِ بذلتِ كل ما بوسعك في سبيل تربيتهم تربية صالحة، وكانت لهم الأولوية في حياتك ولم تنسيهم من صالح الدعاء هذا الأمر كفيل باذن الله أن يحفظ لك طمأنينة قلبك ويكفيك شر الشعور المؤلم بالندم لو سارت الأمور الى طريق لا تفضلينه في أي أمر من أمور حياتهم.
حتماً هذا الأمر غير من طريقة تعاملي وتربيتي لأطفالي، أصبحت أحاول أن اركز على جانبهم الروحي أُخاطب عواطفهم ومشاعرهم في عالم غرق بالماديات، كما أن الكثير من الأشياء التي ظننت طويلاً أنها الأهم أصبحت في نظري تأتي مرتبةً ثانية وربما حتى أصبحت أمراً اختيارياً.

لماذا الآن؟

Thursday, April 6, 2017



"توقف الآن .. قبل أن يضيع العمر"
عبارة اصبحت أحدث بها نفسي هذه الأيام وأحاول مشاركتها مع من حولي،
الاشياء التي نعيشها اليوم والآن ، الأشياء التي تستهلك ساعات يومنا الثمينه ،
هل تجعلني أفضل؟ أسعد؟ او حتى على الاقل في المستوى اللائق من الراحة؟
الفكره راودتني بعد أن شد انتباهي عدد الاشخاص من كبار السن الذين يرددون
بعض العبارات مثل" ندمت اني فعل كذا" "لو عاد بي الزمن ..."
تأنيب الضمير المتأخر هذا يبدو لي مزعجا ومرهقا ،
خاصة أنك حين تسألهم عن الاسباب الاجابات غالبا مبهمه
لا أحد يعطيك اسباب واضحه تردد خوف ، اسباب لاتبدو مقنعة في الحقيقة
الشباب ايضا الكثير يشتكي من امور يواجهها بشكل دائم لكن لا احد منهم يتخذ موقفا واضحا!


ماذا لو توقفنا لبرهة في زحمة انشغالاتنا اليوميه وفكرنا فيما يشغل حيز أوقاتنا فعلا!
وظيفة مملة ، بيئة عمل سيئة ، شريك حياة محبط ، دراسة بلا شغف ، أصدقاء سلبيين ...
مالذي يستدعي تحمل شي من ذلك؟ مالذي يمنع التغيير؟
عندما تتعامل مع مجريات حياتك بوعي اكثر حول ما تفعل وما لاتفعل ،
حول الأمور الاكثر أهمية في جعل حياتك فعلا حياة ،
بالتالي الندم وان كان امراً وارداً الا انه بالتأكيد سيكون أقل.
الفكره  تتحدى مخاوفك في ترك بعض الاشياء
التي تظن انك لا تستطيع التحرر منها ،
لكنها حتما ستفتح ابواباً جديده اكثر تناسبا مع من أنت في الحقيقة.
ربما لو تبدأ بالتخلص من هذا الصوت الذي تسمعه في رأسك الان !
ذلك الذي يرهبك حتى من تأمل هذه الفكره بل وربما قد بدأ بخلق الاسباب ليناقضها!

حين تعتنق هذا الفكر في أمور حياتك ، حين تقدم ماتريد وما يسعدك قبل أي شي اخر ،
حين تنشغل بما تحب ومن تحب ، عندها ستكون ذلك السبعيني المبتسم الذي
يحكي عن مغامراته الجريئة وتجاربه المتعددة بدل ان تكون احاديث عابره عن ماذا لو و عن حياة رتيبه قادها الحذر والقلق من أشياء لا وجود لها الا في خيالك.

عودة الى العنوان لماذا الآن؟
ارتباطا بما ذكرت اعلاه ، أبدأ بنفسي أولا فكانت هذه المدونة.